في صباح اليوم التالي لمحت شابًا يمشي في وسط البلد بخطوات بطيئة ثقيلة، بدا لي أنني أعرفه، تعقبته للحظات ثم أدركت أنه يحمل الملامح نفسها التي رأيتها في الحلم، ربما هو، ربما هرب، عفى الله عنه، ولكن أين ذهب زميله؟ ظللت أتتبعه وهو يسير هائمًا في شارع طلعت حرب، سرت خلفه بخطوات، أحاذيه أحيانًا، أدقق في وجهه وأتأمله دون اهتمام منه، لم أرَ ملاكًا من قبل ولا أجد في وجه ذلك الشاب أية ملامح توصف بالملائكية ولكن شعورًا غامضًا ألح على ذهني أنه هو دون شك، رغم أنه لا يبدو شخصًا يخفي جناحين تحت قميصه كدت أنقر على كتفه وأسأله، أستفسر منه عن صديقه، هل تركه هناك؟ هل قتله في صراعهما على امرأة؟ هل هرب في مكان آخر؟ ولكنني عندما دلفت إلى الداخل لم ألمحه، سألت النادل، فقال إنه لا يعرف عمن أتحدث وانصرف عني وكأنني مجنون.
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب