❞ وما الدنيا إلَّا سحابةٌ كثيفةٌ لها بأسها، تفوت فوق ذلك «المُشرَّد» ذُعْرًا وخوفًا، لأنه يخشي أن تُمطرَ فوق جسده العاري مطرًا غزيرًا ولا يجد له مبيتًا ولا مأوى، وقتها يعيشُ محزونًا متخوِّفًا من كل شيء، ثم تفوتُ نفسُ السَّحابةِ رغدًا وسلامًا فوق ذلك «الفتي» الذي يحمل في يده مِظلَّة ولا يخاف من تلك السحابة أن تُمطرَ فوقه مطرًا غزيرًا ما دامتْ المِظلَّة في يده، بل إنه يلعب ويعبث ويمرح تحت أمطارها وكأنها له النعيم ذاته.
ولا ندري هل نعيشُ مثل ذاك «المُشرَّد» الذي يخشي السّحابةَ ويخاف المطرَ ويكونُ مهمومًا حزينًا خائفًا من كل شيء، أم نعيشُ مثلَ ذاكَ «الفتي صاحب المِظَلَّة» الذي يرتع تحتَ تلك السّحابةِ والمطر ويسعدُ بالحياةِ كل يوم؟ أم ربما نحنُ كلاهما.. ❝
مشاركة من Fedaa El Rasole
، من كتاب