❞ وقد مضى أن المرء إذا أنِس إلى كلامٍ لمصادفةِ هوىً في نفسه صار يميل إليه وتتعشَّقه أذناه، وإن لم يكن حقَّا، وقد أشار إلى هذا المعنى ابن خلدون في مقدمته فقال: (النَّفسُ إذا كانت على حال الاعتدالِ في قَبولِ الخبرِ أعطتْه حَقَّه من التَّمحيصِ والنَّظر، حتَّى يتبيَّن صدقُه من كذبِه. وإذا خامَرَها تشيُّعٌ لرأيٍ أو نِحلةٍ، قبِلَت ما يُوافِقُها من الأخبارِ لأوَّلِ وهلة، وكان ذلك المـَيلُ والتَّشيُّعُ غطاءً على بصيرتِها عن الانتقاد والتَّمحيص، فيقعُ في قَبولِ الكذب ونقلِه).❝