❞ إنما يعمل الأنبياء على تغليب بواعث الخير على بواعث الشر، وَلْتعلموا أن الأنبياء لم يُرسَلوا إلى فلان وفلان، بل هم مُرسَلون إلى الناس أجمعين، فلا جرم ينصحونهم بما فيه صلاحهم جميعًا، وما اجتهد الأنبياء قَطُّ في إزالة الشر، ولكنهم أنذروا بعاقبته وعلموه كيف يتجنبها، وبشَّروا البارَّ بجزائه وعلَّموه كيف يسعى له، وعَلِموا أنهم سيموتون والشر والخير باقيان إلى يوم يبعثون، وأحسبهم لو استطاعوا إزالة الشر لما أزالوه؛ لأننا لا نكاد نتصور الخير في الدنيا إنْ لم نتصور الشر بجانبه، ولعله لا فرق بين القضاء بالموت على الناس وبين تفرُّد الخير بالسلطان عليهم من غير مغالبة أو مجاذبة أو ترقُّبِ نصرٍ أو خشية خذلان ❝
مجمع الأحياء > اقتباسات من كتاب مجمع الأحياء > اقتباس
مشاركة من Fedaa El Rasole
، من كتاب