هكذا كان حال ببغائى أنا الآخر, كان ببغاء أنيقا جميلا, أعتدت أن أستمتع بمداعبته و سماع ألحانه الطربة منافسا فيروز والشاب خالد وألفيس بريسلى. كان صديقى المقرب, يؤانسنى بأوقات فراغى ولحظات وحدتى. صوته أعذب من كل من عرفت وألوانه أزهى من ألوان لوحة مبهجة لسلفادور دالى, لا يكذب و لا يخفى, يسب عندما يحلو له السباب, ويضحك ويغنى عندما تنتابه نوبات السعادة و الفرح . طالما سب زملائى بالعمل نيابة عنى وأنا أكتم ضحكاتى وأحبس قهقاتى داخل صدرى. عندما يزورنى ضيف ثقيل, غير مرغوب فيه, ألقنه الشتائم والبذاءات كى يلقيها عليه, وعندما تأتينى فتاة جميلة, أو غير جميلة, ألقنه كلمات الحب و أشعار العشق وأغانى اللهفة والأشواق .
و لكنه صمت…
صمت كما فعلت باقى الببغاوات, لا يطلق إلا صوتا أقرب إلى نهيق الحمير, صوت مزعج مقزز, يملأ الأجواء ضيقا واختناقًا
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب