لم يكن الوضع بذلك التعقيد عند بدايته، فتلك الحالة تنتابني منذ أسابيع عدة أو شهور، ولكنها لم تبد خطيرة أو مستحقة للاهتمام، إلى حد أنني لم أنتبه لها بأول الأمر، فكنت أستيقظ من نوم قصير متقطع لأجد فكرة أو اثنتين ملقاتين بجوار رأسي على الوسادة، كانتا تقعان من عقلي في أثناء النوم، أنظر إليهما ثم أعيدهما إلى رأسي مجددًا دون أن أعطي للأمر أية أهمية ولكن الوضع تطور سريعًا فصرت استيقظ لأجد الوسادة مغطاة بالأفكار المتساقطة، حتى إن بعضها بات يتدحرج على الأرض، يصطدم بالكوميدينو أو يتوارى تحت الكراسي، وأصبحت أتأخر بشكل يومي عن مواعيد العمل الرسمية وألقى من مديري توبيخًا بعد الآخر، حيث صرت أقضي نصف صباحي في جمع تلك الأفكار المتناثرة.
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب