كان يحاول استيعاب أنه يمشي بصحبة فتاة للمرة الأولى في حياته، وأنه يفعل ذلك على بعد خطوات من بحر لم يتعود عليه بعد، وأن ذلك يحدث بعد دقائق من تجربة بذل دمه لأول مرة، دوّخته هذه التجارب المتلاحمة ولم يكن قد أفطر سوى على شطيرة جبن مع كوب شاي في المسكن الجامعي، وتوقفت الفتاة أمام سوبر ماركت واشترت شيئًا أو شيئين، ناولته أحدهما وتناولت الثاني، تطلع إلى الشيء في يده، كان علبة بلاستيكية صغيرة من مربى الفراولة، لم يعتد عليها في بلدته، حاول فتحها بحرص بأظافره وقد أزعجته كل هذه الخبرات الأولى، نجح في فتحها ورأى الفتاة تضع العلبة بالقرب من فمها وتلتهم قطعة المربى بلسانها، ففعل مثلها وأعجبه الطعم الحلو، ولاحظ أن عيني البنت فيهما ظل أخضر.
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب