"رائحة البحر تتسرب إلى أنفاسه، رائحة أعشابه، رمله، رائحة وسميّة المدفونة في بطنه. تكاد دموعه أن تغلبه وهو مستلق في الطرّاد، والموج كف أم تهز سرير طفلها. تسافر به الأحلام إلى زمن وسميّة، ثم تعود به إلى الواقع." - وسميّة تخرج من البحر للأديبة الكويتية ليلى العثمان 🇰🇼
رواية مؤرقة، ستدمع أعين كثيرة لا شك. انتهيت من قراءة هذا العمل المؤلم، وهو أول ما أقرأ لصوت الكويت التي اشتهرت بانشغالها دوماً بجور المجتمع على المرأة ونقدها اللاذع للأعراف والتقاليد المجحفة التي سلبت النساء حقهن في الحياة وأجمل ما في الحياة: الحب والحرية والتحقّق.
ترسم العثمان ملامح الكويت وقد تغيرت وتنكرت لجذورها وشخصيتها بعد اكتشاف البترول، فتجعل منا شاهداً على تحول شخصية المكان وما وقر على أثر هذا التحول في نفس الإنسان الذي كان قد ارتبط بالبحر (الخليج) كمصدر للرزق والإلهام. الكويت في رواية العثمان تعيش خلف الجدران، يجوب شواطئها العَسس وينفصل في دروبها الإنسان عن وجدانه.
تبدو الرواية في ظاهرها وكأنها قصة حب انتهى بمأساة على خلفية الفوارق الطبقية التي تحول دون زواج المحبين، إلا أنها في جوهرها أمثولة عن تنكُّر مجتمع بأكمله للمرأة، بما في ذلك حبيبها الذي أقنعها بالتمرد والمخاطرة من أجله، بل وأهلها الذين يفضلون إنكارها على الاعتراف بخروجها عن العُرف. رواية "مالحة" بطعم الدمع وموج البحر.
#Camel_bookreviews
مشاركة من محمد الرزاز Mohammed Elrazzaz
، من كتاب