المشرد، والفتى صاحب المظلة > اقتباسات من رواية المشرد، والفتى صاحب المظلة > اقتباس

وقتُها،، كان واقفًا خلف السِّتارِ وراء المسرح الخشبيّ مَذْعورًا مُرتعِشًا وهو يسمعُ أصواتَ الزبائنِ المُترقِّبين خلف السِّتار يخشي أن يراهم، ابتلع ريقَه ونشَّف عَرَقَه وحاول أن يكون هادِئًا، ثم وجدَ السِّتار ينفتحُ لِيَتَقدَّم إلي هؤلاء الزَّبائن السَّكاري وهم يجلسون أمام عينيه في هيئةٍ عبثيَّة، لا تأخذ منهم سوي رائحة الخمرِ والصَّخب والثرثرة،، وكان جسده حينها عاريًا إلَّا قليلًا منه وأظهرَ للناسِ هذا التشوُّه والحرقَ الذي حلَّ في بطنه وساقيْهِ، ودخلَ في ظهره وعُنقه، وأقامَ في قسماتِ وجهه وصدرِه مقام مرضٍ أثيم،،، وصارَ كأنه شيءٌ سخيفٌ يثير الضحكَ والبهجة بينهم، لا يُثير الشَّفقةَ والعَطف، لكنَّه ظلَّ يبتسمُ مرةً ويُلوِّح لهم مرّةً أخري، ويرقص علي المسرحِ مرَّاتٍ كثيرة وسط ضحكاتِ الناسِ العالية علي هيئتِه الغريبة وحالِه الذي بدا غيرَ مألوفٍ لهم!

هذا الاقتباس من رواية