أُقرّ بأنّ فكرةَ القتل تُشعرني بالاشمئزاز، خاصّةً عندما يتعلّق الأمرُ بالإعدام فأنا أكرهُ أن أُجْلَب مغصوبًا لأُقابل شخصًا لا يريدني ولا أريده. وفي تلكَ اللّحْظةِ، لحظةِ الإعْدامِ وَحْدَها، أتأثّرُ بخوْفِ المحكومِينَ، دُونَ أنْ أبادِلهم الإحْساس صَحِيحٌ أنّني لستُ مكلّفًا بإصْلاحِ ما ينهارُ بعْدِي، فأنا في عَجَلةٍ مِنْ أمْري دائمًا، لكنّ هذا لا يعْني أنّني لا أندمُ مِنْ وقتٍ إلى آخر، فقدْ مرّتْ عليّ أوقاتٌ، تمنّيتُ فيها لو كُنْتُ قادِرًا على إعادَةِ مَيِّتٍ إلى أهْلِهِ، والتّراُجعِ عنِ الطّريقِ الوعْرِ الّذي بدَأْتُه. فبعضُهم يمحُو الحياةَ بعْدَهُ، ويترُكُ خلفَهُ ناسَهُ وقدِ انشغَلُوا بهِ كثيرًا، وأفرغُوا حياتَهم مِنْ كلِّ شَيْءٍ عَداه فتمُرُّ الأعوامُ، ويظلّونَ مَعَ ذلكَ مُتحلِّقينَ حوْلَ فُوَّهَةٍ عَمِيقَةٍ، كتلكَ الّتي تُحدِثُها الأجْسَامُ الصّخريّةُ الآتِيَةُ مِنَ الفضَاءِ، تلكَ الأجسامُ الّتي لا تتركُ في مكانِ سُقوطِها إلّا الفَناء. عِنْدَئذٍ، رحْمةً بهم، أُمارِسُ أقْدَمَ خدعةٍ في الكونِ… فأنسِيهم الحُزنَ القدِيمَ، بحُزنٍ جدِيد.
الأفق الأعلى > اقتباسات من رواية الأفق الأعلى > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب