،إلى أن انفرجت الحلقة الأخيرة من الناس، لأجد الجسد القوي ممدًّا أمامي فوق الأرض، وقد اعتصر الألم وجهه، وأمسك بصدره في قوة وكأنما يطبق على قلبه وحش، وقفت أمامه مرتجفًا، أكاد أبول في ثوبي من الخوف، فلما رآني ارتسمت على وجهه ابتسامة شاحبة، ورفع يده عن صدره وكأنما استسلم لذلك الوحش الذي ينهش في صدره ، ثم قال في جهد مضنٍ:-الحمد لله الذي ترك بضعة مني سترى الأرض المقدسة.
ثم هدأت ملامحه، وسكنت حركته، واستقرت عيناه على وجهي في اطمئنان، فظننت أن الألم قد زال عنه، و لكني سمعت (بصلئيل بن حور) خلفي يجهش بالبكاء وهو يقول في ذهول:
رحماك يارب العالمين، مات صاحب القلب النقي (زخارى) النجار.
***
مشاركة من عبدالسميع شاهين
، من كتاب