مُتعة أن يُحبك أحدهم خفية، أن تصير مرويًّا على مهلٍ في همس لا تدري عنه شيئًا، أن تصير على بعثرتك مطويًا بعناية في صدر أحدهم، أن تُمحص سرديتك المُرتبكة على مهل، وتُستعاد في خاطر أحدهم كأنشودة لا يملها أبدًا، أن يُعاد تركيبك خِلسة خلوًا من كل سوء، مُطعمًا بكل جميل، عين المُحب تُجملك على عِلاتك، تزكية كاملة لك تدور خلف ظهرك، تصير فيها أجمل، تُثير ذُعرك ما إن تعرفها، أنت لست جميلًا بقدر تلك الرواية، ربما مُهمة المُحب الأسمى، لا أن يُبالغ في منزلتنا، أو يُخلص لانطباعاته الأولى التي تظلم محدوديتنا بسعتها، إنما أن يبوح لك بنُسختك الجميلة التي لا تًصدقها أبدًا عنك، بأي جمال يُمكن أن تتزكي فتصل له، أن يُحرض كل حُسن فيك ليطغى، فتُزهر بقدر لم تكن تظنه أبدًا في نفسك، تنتهي أكثر حُبًا لنفسك، بعد أن دلك أحدهم على كل مُمكناتك.
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب