جواد يبلغ منتهى وجهته > اقتباسات من كتاب جواد يبلغ منتهى وجهته > اقتباس

يفتنني جمالًا ما ليس سينمائيًّا، لا يتم إعداده بعناية بعد محاولات شاقة، لا يحتاج إلى تأنق أو تجمل، أو إخراج مُتقن، جمال عابر، عفوي، يُبرزه فقط عاديته، ذات مرة رأيت أم ريفية مُتعبة، تُداعب طفلها في قطار ليلي، توقفه جوارها بيد مُتعبة، تجعله يمرر يديه لليمين بملحمية، وينظر عبر النافذة فإذا بكل شيء يومض ويزول في اتجاه إشارته، يُفتتن الطفل، مثل إله صغير ينصاع الكون له، أتذكر أمي حينما كانت تمنحني تذكرة القطار، وتربت بقوة على يدي لأحفظها، فأصير مُنتشيًا بمسئوليتي كحارس الرحلة، لو ضاعت تلك التذاكر لن نعود للمنزل أبدًا، كُنت رجلًا صغير يؤتمن على فعل العودة، تلك جمالات عابرة تُمليها فقط الأمومة، وهي غريزة لا تُخطيء، غريزة تُخفف وطأة العالم وتُقدمه سائغًا لطفل غض.

هذا الاقتباس من كتاب