بالكاد أتنفّس. ولستُ مسؤولاً عن بغداد. لستُ مَن جعل صدام بمثل هذا الغباء، ولا مَن همس، ذات هيروين، في أذني بوش. أنا بالكاد يمكنني سماع هدير المكيّف، أو غناء الكناري، أو صياح ديك الجيران عند الخامسة عصراً، والذي بدأتُ أفكّر جدّيّاً بذبحه. لستُ مسؤولاً عن فلسطين. لم أقلْ لهتلر أن يقتل مئة مليار يهودي، ولا قلتُ لجَدّي أن يهاجر من حيفا إلى بيروت سيراً على الأقدام. أنا بالكاد أقدر أن أرفع قدمي، وأخطو، وقد أنسى الترتيب أحياناً، فأخطو برجلي اليمنى مرّتين متتابعتين. وحين يسألني أحدهم عن الأوضاع في لبنان، أشعر أنني واقف أعلى ناطحة سحاب في دبي، وأدوخ، ثمّ أستدرك بعد حين: «لكن الطقس رائع في بيروت…». أجل، هذا مؤكّد. الطقس رائع في بيروت.
مشاركة من İhab Hamouda
، من كتاب