« في كل هذه الفوضى كان ظفر عاجزًا عن فعل أي شيء، فقد كان في النهاية عجوزًا صوفيًّا يقارب الثمانين لم يخض حربًا واحدة في حياته! فكان على «ميرزا مغول» أن يقوم بدور أبيه، حتى أنه أرسل الكثير من المراسلات لإعادة إحياء المدينة، والضرب بيد من حديد على يد النهب والسرقة، لكن كل محاولاته باءت هباءً أصبح «ظفر» أكثر اكتئابا وانعزالية، حيث شعر بفداحة ما أقدم عليه، وأدرك أن العنف سيؤدي إلى تدمير دلهي والسقوط النهائي للمغول، والبلاط المغولي المتسامح دينيًّا الذي جاهد لبنائه طيلة حياته، ولهذا بدأ في التواصل -بإيعاز من زينَّت محل- مع البريطانيين على التلال لكن البريطانيين كانوا قد عزموا على الانتقام، ليس من المتمردين فحسب، بل من «ظفر» كذلك، وفي الوقت الذي أدرك «ظفر» فيه مدى عبثية تلك الثورة، كان البريطانيون الذين عانوا من الجوع والتشريد والفقد المرير لأشهر، قد أعدوا عدتهم وقادوا ثقل روح الانتقام المتعطشة للدماء إلى أبواب دلهي».
المغولي الأخير: سقوط سلالة - دلهي 1857 > اقتباسات من كتاب المغولي الأخير: سقوط سلالة - دلهي 1857 > اقتباس
مشاركة من صفا ممدوح
، من كتاب