جرّب هذا الطيران عدّة مرّات، ولم يشعر في لحظةٍ بقدرٍ من اللذّة، والدهشة، والفرح، والانتشاء كهذا الذي يغمر كيانه الآن شعورٌ جديد لم يعهده، وقد فاجأه أنّه لم يترافق - كما جرت العادة- بذلك الإحساس الثقيل بالذنب الذي من شأنه أن يضع حدّاً لتوهّجه وطغيانه بدا له – كما لم يحدث من قبل- أنّه يمارس حقّاً من حقوقه البسيطة، كالمشي، أو الطعام، أو الشراب إنّهما جناحاه، جزءٌ منه، وليسا عاهةً تعيقه عن ممارسة حياته لا يختلفان عن ساقيه اللّذين لم يمنعه أحدٌ عن المشي بهما، أو الجري، أو ركل الكرة! لم يقل له أحدٌ إنّهما مرض، وإنّ عليه أن يكون حذراً إذا ما فكّر في لحظة طيشٍ، أو غباءٍ، أو جهلٍ أن يحرّكهما، أو حتّى أن يشعر بوجودهما!
العاوون > اقتباسات من رواية العاوون > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب