في تلك اللحظة انسابت نسمة هواءٍ باردة، فتحرّك الجناحان حركةً خفيفةً حركة غريزيّة لم يسيطر عليها ثمّ تسارع تدفّق الهواء، ومعه ازدادت سرعة الجناحين، فارتفعا به عن الأرض، ليس بعيداً، بل بمقدار شبرٍ تقريباً
بهذه البساطة حدث الأمر…
ولم يفاجئه ذلك الحقيقة أنّ هذا الطيران لم يكن جديداً عليه كلّيّاً كان قد جرّبه من قبل عدّة مرّات، ولكن داخل غرفته، ومنفرداً، وبسرّيّةٍ بالغةٍ، بما لا يتيح لأبيه، أو أمّه، أن يشعرا به، وغالباً ما يفعل ذلك ليلاً، عندما يطمئنّ تماماً إلى أنّهما خلدا إلى النوم، ولن يكون بوسعهما معرفة ما يجري اكتشف هذه القدرة في مصادفةٍ تشبه مصادفة اليوم؛ إذْ كان قد خلع قميصه داخل غرفته ليرتدي ملابس النوم، عندما اقتحمت الغرفةَ هبّةُ ريحٍ قويّة من النافذة المفتوحة، فتحرّك جناحاه، وارتفعا به في الهواء.
العاوون > اقتباسات من رواية العاوون > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب