إلى الدماء التي تقطر كل يومٍ والأوهام ما تزال تتسع، إلى نسمات العشق في لهيب جبل المقطم، وإلى الحب الذي نبت بين صخوره، إلى آيات الله وأحاديث نبيه تُتلى في المساجد، وحناجر المتصوفة تتهدج بالترانيم في الخنقاوات والزوايا، إلى الله الذي يُرى في كل موجود، وفي كل جميل، إلى الحب في أزمنة الغبار، إلى المتون والحواشي، وشروح العلماء، و أروقة الأزهر، ومشهد المغيب في بولاق بصحبة الأحبة، إلى شارع المعز، وحكايات الأولياء والقديسين، وباب زويلة، و أشباح الليل وأصوات المستغيثين، إلى الذين يتقدمون نحو الموت بوجه باسم، و عينٍ بَّراقةٍ بغدٍ مغموس في الأمل وعليهم سيماء المطمئنين، إلى صبر الفقراء في الحواري والأزقة، وإلى بوابات القاهرة التي تشهد دخول وخروج القُوَّاد متى شاءوا، وتُغلق على أصحابها بالليل، ليسكنوا الفزع، منتظرين شروق الشمس.
تغريبة بنى همام > اقتباسات من رواية تغريبة بنى همام > اقتباس
مشاركة من ولاء أحمد
، من كتاب