أبو الطيب المتنبي شاعر وفيلسوف، وفي وسعك أن تستخرج منه مذهب نيتشه في دين القوة بتفصيلاته، مطبقًا في الحياة العملية أو موضوعًا موضع المحاولة الدائمة بغير وفاء.
ليس في مذهب نيتشه أصل واحد لا يواجهنا بارزًا متميزًا في عدة أبيات من شعر المتنبي.
هناك قسمة الأخلاق إلى نوعين: أخلاق السادة وأخلاق العبيد.
* وَمَا في سَطْوَةِ الأرْبابِ عَيْبٌ .. وَلا في ذِلّةِ العُبْدانِ عَارُ
* والغِنى في يَدِ اللّئيمِ قَبيحٌ .. قَدْرَ قُبْحِ الكَريمِ في الإمْلاقِ
وهناك الترفع عن كل شيء فيه مساواة، وليس فيه امتياز واختصاص:
* وَشَرُّ ما قَنّصَتْهُ رَاحَتي قَنَصٌ .. شُهْبُ البُزاةِ سَواءٌ فيهِ والرَّخَمُ
وهناك حب الحياة واختلافه بين النوعين، فهو سبب للحذر والاتقاء عند الضعيف، وسبب للإقدام والعدوان عند القوي:
* أرَى كُلَّنَا يَبْغي الحَيَاةَ لنَفْسِهِ .. حَريصاً عَلَيها مُسْتَهاماً بها صَبّا
فحُبُّ الجَبَانِ النّفْسَ أوْرَدَهُ البَقَا .. وَحُبُّ الشّجاعِ الحرْبَ أوْرَدهُ الحرْبَا
والقوة هي مصدر الأخلاق العليا، فلا عفة ولا حلم للضعفاء:
* وَالظّلمُ من شِيَمِ النّفوسِ فإن تجدْ .. ذا عِفّةٍ فَلِعِلّةٍ لا يَظْلِمُ
* كُلُّ حِلْمٍ أتَى بغَيرِ اقْتِدارٍ .. حُجّةٌ لاجىءٌ إلَيها اللّئَامُ
والصفات الكريمة قوى كقوى جحافل الخيل المغيرة:
* هَزَمَتْ مَكارِمُهُ المَكارِمَ كُلّهَا .. حتى كأنّ المَكْرُماتِ قَنَابِلُ
وإنما يخاف الكريم شيئًا واحدًا، وهو العار الذي يذهب بسمعة المجد، فلا يحذرالموت من يحذر العار.
* وَالعارُ مَضّاضٌ وَلَيسَ بِخائِفٍ .. مِن حَتفِهِ مَن خافَ مِمّا قيلا
اللغة الشاعرة > اقتباسات من كتاب اللغة الشاعرة > اقتباس
مشاركة من هالة أبوكميل-hala abu-kmeil
، من كتاب