هو الذي تنعطب علاقته بالأمكنة. يتعلق بها وينفر منها في الوقت نفسه. هو الذي لا يستطيع أن بروي روايته بشكل متصل ويعيش في اللحظة الواحدة أطنانا من اللحظات. لكل لحظة عنده خلودها المؤقت، خلودها العابر. ذاكرته تستعصي على التنسيق. يعيش أساسا في تلك البقعة الخفية الصامتة فيه. يحرص على أن يصون غموضه، ولا بحب من ينتهك هذا الغموض. له تفاصيل حياة ثانية لا تهم المحيطين به، وكلامه بحجبها بدلا من أن يعلنها. يعشق رنين الهاتف، لكنه يخشاه ويفزع منه. الغريب هو الذي يقول له اللطفاء من القوم أنت هنا في وطنك الثاني وبين أهلك. هو الذي يحتقرونه لأنه غريب.. أو يتعاطفون معه لأنه غريب. والثانية أقسى من الأولي.
رأيت رام الله > اقتباسات من كتاب رأيت رام الله > اقتباس
مشاركة من Bahaa Atwa
، من كتاب