جلست «إيلينا» في القطار الذي سيقلها إلى المكان الذي تأمل أن تصل إليه ظلت تراقب الأشجار وهي تتسابق أمام النافذة يمكنها الآن أن تستريح ولو لفترة وجيزة، والمحطات تتتابع بجوارها كل ما عليها فعله هو مشاهدة الأشجار وهي تطارد بعضها بعضًا في الاتجاه المعاكس تفكر «إيلينا» في أن صورة الأشجار والمنازل تتداخل معًا فتبدو كما لو أن شجرة تأكل الأخرى، ومنزلًا يأكل الآخر، وهكذا تراقب «إيلينا» كل شيء بزاوية عينها، فهي الطريقة الوحيدة التي تستطيع بها فعل ذلك تتقبل العقوبة التي تفرضها عليها علتها على الأقل لا تزال عيناها مخلصتين لها، فرغم أنهما فقدتا قدرتهما على التعبير، فإنهما ما زالتا تنظران إلى حيث تخبرهما «إيلينا» أن تفعلا لكن رقبتها تصلبت. تيبست مثل صخرة، وطالبتها بخضوع تام إنها تذكِّرها مَن المتحكم. يستجيب جسد “إيلينا” للعلة، التي تجبرها على خفض نظرها، كما لو أنها نادمة على خطيئة ما ويجب أن تخجل من نفسها.
إيلينا تعرف > اقتباسات من رواية إيلينا تعرف > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب