كنت أتتبَّع دانيال منذ سكن في هذه الشقة وأراقبه كلما رفع البلاك أَوِتْ وفتح الستائر البيضاء قليلًا ومنذ تعوَّد ألا يخجل من عيون الجيران المتلصصة ولا يخشى مطاردتها صار يتجول بشقته بأريحيَّة طفل يتجول في حديقة لا أظن أنه عرفها من قبل وفي شهور الصيف ويشمل معظم شهور السنة كان يجلس بجوار النافذة ويدخن أو يقرأ كتابًا أو يقرأ أوراقًا ودانيال يحمل نفس اسمي وبعض ملامحي فكلانا نحيف بوجه مثلث وشعر ناعم ونظرة قوية وكلانا أعْسَـر وكلانا يشبه شوبان وكلانا يسمع رومانس لارجيتو لكن ذلك لا يعني أننا أنا وهو شبيهان بل يمكن أن أقول إننا نقيضان في الجوهر ولو اجتمعنا في جلسة سيحدث خلاف بيننا
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب