ذات يوم وصلتْ إليّ أعمال غسان كنفاني، قرأتُ وقرأتُ، إلى أن وصلتُ إلى رواية «رجال في الشمس»، انتابني حسّ غريب، أنني لم أمُتْ في ذلك الخزان الذي مات فيه أبطال الرّواية، لسبب ما، لا أعرفه ربما لأنني رفضتُ أن أدخل الخزان، يوم دخلوه، لأنني خفتُ عتمتَه، حرارته التي بلا نور، احتراقي بظلامه قراءتي للرواية جعلتنْي أحسّ أنني اجتزتُ الحدود، سرتُ بعيدًا، محاذِرًا أن يغيب الصهريج عن عينَي، بينما صعد أبو الخيزران درجات مبنى الأمن، وغاب… غاب طويلًا في داخله
كان رجال الحدود يُمازحون أبا الخيزران، قائد الصهريج، ويسخَرون منه، من رجولته، هو المشغول في تلك الظهيرة الملتهبة بشيء واحد؛ أن يمضي بعيدًا عنهم وفكّرتُ لماذا لم يغامر أبو الخيزران؟ لماذا لم يتحرّك في الليل؟ هل لخوفه من احتمالية وجود دوريات أمن؟ كان يمكن أن يصل في الفجر، صباحًا، وبذلك ينجو أولئك القابعون في جوف العتمة؛ رفاقي في الرّحلة.
طفولتي حتى الآن > اقتباسات من رواية طفولتي حتى الآن > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب