كان وجود أي كتاب لا علاقة له بالكتب المدرسية أمرًا كبيرًا لم يكن هناك من يتمنّى وجود أبناء قارئين لكتب غير كتب المدرسة، فالكتب خطيرة، في اعتقادهم، تتفجَّر في رؤوس الذين يقرؤونها، ويمكنني الآن أن أتفهم ما كان يدور في رؤوسهم تلك الأيام، هم الغرباء عن وطنهم؛ كانوا يعتقدون أن الكتب تُصبح معرفة، والمعرفة تصبح وعيًا، والوعي يبحث عن واقع أجمل، والواقع الأجمل غير موجود، وهنا يحدث الاصطدام مع أولئك الذين لا يريدون للبشر أن يعيشوا حياة جميلة، وهنا تكون المتاعب التي لا تنتهي للأبناء والأهل المدارس أدركتْ هذا، لذا، لم تكن هناك مكتبات فيها كلّ كتاب خطرٌ، حتى لو كان قصة بوليسية من قصص أرسين لوبين
في ذلك اليوم، أصرّتْ أمِّي أن تخبئ الرّوايتين، لكن ما قلتُه لها عن صعوبة خروجي من البيت، بسبب الألم الذي أعاني منه، جعلها تسمح لي بقراءتهما، وإن كانت اشترطت: تقرؤهما ثم تسلّمهما لي وافقتُ على الفور
طفولتي حتى الآن > اقتباسات من رواية طفولتي حتى الآن > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب