يا له من زمن، ويا لها من حياة، أعوام كاملة تمضي على رحيل محمود أمين العالم اسمًا، والعالم صفةً، والحكيم في معناه، ولكنه ما زال بيننا بشكل فعلي وليس مجازًا كنا نراه في عمره المديد يبتسم ويوزِّع إشراقه المتعدد بيننا دون حساب، ويطرح تفاؤله المكثف في أوساط تتسم باليأس والتشاؤم، ويبدع كتاباته الدائمة في النقد والأدب والفلسفة والسياسة أكثر من شباب أصابتهم الشيخوخة مبكرًا جدًّا، ومن عاصر محمود أمين العالم وحاوره وتعامل معه، لا يستطع أن ينسى هذه الحيوية الفائقة التي كان يتمتع بها، حيوية على جميع المستويات، حيوية لم تضعفها السنوات ولا السجون والمعتقلات ولا حتى التنازلات، ولا الغربة ولا التهميش والمطاردة، ولا الهجوم المتعدد الذي يأتي من اليمين الهادر، أو من اليسار الساخر
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب