حين استدعتني الوليدة لم تكن لديها القدرة على الحركة، أو الكلام لم يكن لديها سوى تحويل عينيها بين السقف والنافذة بشكل منتظم، كحركة يديها وقدميها، كأن الستائر المُعلَّقة تنتفض، فتُحيل مجال رؤيتها نحوي فجأة، فتهبني نعمة البصر، تُحرِّك شَفَتيْها الرقيقتين فتلثغ بلُغَةٍ لا أفهمها، فأعبر نافذتها المغلقة، وأبادلها النظر تفتح فمها فأعرف معنى الابتسام يهتزُّ جسدها فأعرف معنى الضحك تدخل والدتها وتنادي على والدها، ويقف الاثنان قبالتنا فَرِحين بوليدتهما التي تلاعبها الملائكة لا يعرفان أنها تُلاعِب بالفعل مخلوقًا غير مرئي، لم يكن، قبل أن تتلبَّسه عيناها، يعرف معنى كونه مخلوقًا من الأساس!
تماثيل الجان > اقتباسات من رواية تماثيل الجان > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب