فكّرت في أنواع الخبز التي سأدخلھا على القریة، ویستطعمھا قاطنوھا لأوّل مرّةٍ في حیاتھم، رغیف الباقیت الفرنسيّ، رغیف مليء بالصبر والانتظار وتحمّل ثقل الوقت، مصحوب بتقنیة عجنٍ وتشكیلٍ وإعادة تشكیلٍ مختلفةٍ، بآلیّة خبز تختلف تمامًا عن الخبز المحوّر، عجینته الآستیكیّة التي تشبه جسد طفلٍ، مشبع بالھواء وبخار الماء لیخرج مقرمشًا لذیذًا كما یصنعھ الفرنسیّون، كلّ ذلك من أربعة مكوّناتٍ رئیسیّةٍ، كلّ
ما تحتاج إلیه أن تنفخ فیه الھواء، وأن تصقله بیدیك، وتسخّنه بحرارة التجربة الحارقة. والشیباتا الإیطالیّة التي تحتاج إلى یومٍ وأكثر حتّى تجھز، رغیف الریف الإنجلیزيّ الضخم، التوست، فوكاشیا إیطالیّة بزیت الزیتون والحبق (أو خبزة الحوش كما كانت تقول أمّي)، أو بالطماطم والزیتون والبصل والفلفل، سأعرّفھم أصنافَ الخبز التي سأستخدم فلانتینا لصنعھا، خبز صقلّيّ قد أغیّر أیضًا ،« بریوش » بالسمید، خبز البرغر والكرواسون (كغواسو) أو ما نسمّیه في طرابلس دیكور الكوشة متذكّرًا ما كان من دیكورھا القدیم في الظھرة، خالطًا ذلك بدیكورات المخابز التي رأیتھا في كلٍّ من تونس والجزائر، ستشبه من الخارج مخبزًا فرنسيًا
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب