مثل علاقتي بالقھوة، كانت علاقتي بھنّ مضطربةً أیضًا، ملیئةً باللحظات الحُلوة والمُرّة منذ أن كانت صالحة وصفاء تأخذانني معھما نتسكّعُ في أزقّة الظھرة، أو ننزل إلى شارع أوّل سبتمبر نتفحّصُ دكاكین بیع المكیاج والملابس النسائیّة، تشتریان لي الآیس كریم، وتطلبان منّي أن نُبقي سرا بیننا، لا داعي إلى أن یعرف أبي ما تفعلھ بناتھ، عندما یغیب في الكوشة، أو في مشوار إلى قریتھ الأمّ، أو تحملانني حینما أمرض إلى المستوصف لتُغرز الإبر في مؤخّرتي، وتتناوبان على حملي إلى البیت، تخفیان أسرارھما الأنثویّة في جیبي مع بعضِ النقود، وتطلبان منّي أن أشتري لھما تلك الحاجة. نتخاصم لسببٍ تافه، فنغضب ونرضى ویحنّ قلبي إلیھنّ. تحاولان التسلّل إلى سینما عمر الخیّام باستخدامي. تجلسان في مقھى مبھورتیْن بالتجمّع الرجاليّ وسط المدینة، تشتریان ثلاث قنانٍ من مشروب كیتي كولا وتعودان بي، أحیانًا تستخدمانني للحصول على شيءٍ من أبي. ینظرُ إليّ الرجل العجوز بنوعٍ من الریبة حول ثمنِ كرّاس الحساب الذي تضیفان إلیه ثمن أشياء أخرى،« حسنًا، إنّھما كرّاستا حساب » «؟ كیف » ، أقول لأبي الذي اقترب من حلّ اللّغز ، ،«واحدة للتحضیر وواحدة خارجیّة لي، لأحلّ المسائل الصعبة » ولأنّ أبي لم یحلّ یومًا المسائل الصعبة، یرضى من أجل العلم والتعلّم، ولكن أیضًا من أجل أن أتركه وخبزه وشأنھما یدخل في مغامرةٍ رومانسیّةٍ مع العجین.
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب