لقد أخبرتك أنّ زینب كانت شبه محافظةٍ، شبه متحرّرةٍ، لكن على رسلك، فعلیك في في البدء معرفة من كان يربيها فعليًا . كان والدھا قد استقال من تربیة الأطفال، محمّلًا بھموم الوظیفة،
ولم یكن سوى عائلٍ للبیت؛ لذا، كجمیعنا، كانت أمّھا مربّیتھا، وبالإضافة إلى ذلك كان لعمّھا التأثیر الأكبر علیھا، خصوصًا في عقلیّتھا وكیفیّة تفكیرھا. من أمّھا أخذت الجانب الاجتماعيّ من التربیة، وبھذا كانت لا تحادث الرجال خارج نطاق العائلة. عند خروجھا إلى أيّ مكانٍ في الحدود الترابیّة للبلاد، كانت تشبه أيّ فتاةٍ أخرى ملتزمةٍ بالحدود الحمراء، تلك التي یرسمھا المجتمع تمشي في الطریق باحتشامٍ، وعیناھا لا تكادان تغادران الأرض. وكانت تحبّ حفلات الأعراسِ والمناسبات الاجتماعیّة والدینیّة، تغوص في تفاصیلھا بأكملھا وبأدقّھا، تعشقُ كلّ ما تعشقھ فتیات البلاد، وعندما تذھب إلى البحر صحبة أبیھا والعائلة كانت تدخلھ بكامل ملابسھا -إلّا إن كان ذلك في ساعات الفجر الأولى، إذ یسمح لھا والدھا بأن تسبح بلا حجاب، عندما لا یكون ھناك مصطافون-،
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب