وأخيرًا وصلت حافلة زينب، على غير عادتها متأخّرةً نزلت هي بسرعةٍ من الحافلة، وكادت تقع حركة نزولها لم تكن كالمعتاد حفظت أنّها كانت تمسك باليد في الباب، وتحاول الوصول إلى الأرض ببطءٍ، ولكنّها قفزت من الدرج هذه المرّة قلتُ لنفسي: «حسنًا، حان وقت الاعتراف بحبّكَ لها أو أيّ شيءٍ شبيهٍ بذلك» كانت تخطو بسرعةٍ تحت سورِ القصر أسرعتُ للّحاقِ بها، إلّا أنّ غريزة الاختباء جعلتني أتردّد في التقرّبِ منها كنتُ أنتظر أن تنعطف يسارًا، نحو شارع البلديّة، كعادتها، إلّا أنّها استمرّت في المشي عبر الرصيف، لتقطع الشارع حيث زحمة البشر فجأةً توقّفت والتفتت إلى الخلف، التفتُّ بسرعة لأشاهد عبر نافذة أحد الدكاكين كاميرا كوداك اليابانية الجديدة ذكّرتني الكاميرا بشغف أبي بالتصوير، الشغف الذي فشل في نقله إليّ، وفكّرت في ما إذا كنّا نملك صورةً لزينب وهي صغيرةٌ في البيت، سيكون سهلًا بعد ذلك أن أخبرها بحبّي لها، وبأنّنا نملك تاريخًا مشتركًا. سيكون أجمل أن نكون أنا وهي فقط في الصورة
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب