«الشمس تجي وتعدّي، والأيّام تفوت وما تهدّي، وأنا وأنتِ زي الريح، ودّك ما رافق ودّي» أحببت أحمد فكرون، أحسست أنّه الوحيد الذي عبّر عنّي من أبناء جيله كنت في شبابي أسترق ساعاتٍ من يومي فقط لسماع ما يغنّيه أجلس وحدي في الشقّة قبل أن أنتهي من العمل على تفاصيلها الأخيرة، بفراشٍ فوق الحصير وبرّاد الشاي يغلي على النار، أتطلّع إلى الحياة القادمة لي فيها، في اللّيالي أهرب من الإفراط في التّفكير في حياتي وانتقاد نفسي، وأحاول البحث عن ماءٍ في سرابِ الأيّام أضعتُ جزءًا كبيرًا من ربيع سنيني وأنا بين أن أقبل نفسي أو أطردها، حتّى جاءت زينب وهدّأت روعي قليلًا، فشعرتُ معها بالأمان كان شرودي طويلًا، لكن لم أجد فنّانًا في حياتي يواسيني، أو فنّانًا يخبرني أنّ هروبي سينتهي يوم الحساب، كأنّه يطمئنني بأن لا داعي إلى القلق منه، «آه يا هارب في الليالي، من الليالي في الضباب… حزن قلبك في قلبك، من عذابك للعذاب، من غرامك في غرامك من خيالك في السراب"
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب