كانت تعرف أنها أجمل إذا ارتدت ملابسها المرقطة ذات الدرجات البُنية التي تناسب بشرتها، وإذا وضعت عقود الفل الأبيض فوق صدرها ومشت بخفة على رمال الخليج، أو مددت ساقيها على الصخور العالية كربة من ربات الجُزر البعيدة، ربما يتوقف قليلًا حول حضورها العابرون الذين يروضون كلابهم على الشاطئ، لكن ومع هذا الحضور الأنثوي، لم تستطع أن تتجاوز استثماراتها الفعلية لجسدها حدود ذلك المشهد، اكتفت بتلك المغازلات وبعض العشاق المؤقتين الذين تختارهم بحمق من قطيع العمال غير الشرعيين والباعة المتجوِّلين المتسكعين على شاطئ الخليج لم تحظَ بعروض أفضل من ذلك على أية حال، ولم تكن تلك العلاقات العابرة استثمارًا ناجحًا يُمكِّنها من سداد فواتير وتكاليف معيشتها؛ بخاصة وأن عمرها قد تخطى السن المطلوبة للدعارة المربحة التي تبدأ بعد العاشرة بقليل في تلك الأنحاء.
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب