أحب "أحمد الوكيل" في بيت أم "حنان" تلك الأشياء التي لم يرَها من قبل في بيته، الطراوة التي تنبعث من الجدران الطينية، الأغاني التي تصدح من الراديو الترانزستور، دقات الماكينة، الستارة التي قسمت الباحة بألوان الورد المتداخلة، المساء الذي تهبُّ نسماته حين تستلقي أم "حنان" على بطنها وتشتكي من ظهرها الذي يوجعها وتقول له: "اتَّكى يا ولد. ظهري اتقطم من قعدة الماكينة"، يتحسس بيديه قناة ظهرها، بينما تنشغل "زينب" بتدليك قدميها، يحب "أحمد الوكيل" دور الفتى الطيب المخلص، وتحب ابتسامته التي تفضح هواجسه بها، يستعرض أمامهُما ما تعلمه، ويعلم أن ترتيل بعض السور القرآنية سيعيد صورته التي يريد للعالم أن يستقبله بها، الفتى اليتيم الأمين، الذي يستحق الشفقة وربما المحبة والتقدير، يختار لها الآيات القرآنية التي تهز قلبها ..
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب