تملك "نعم" شَبقًا وتَشهِّيًا لأشياء بالغة الغرابة، تشتهي دور العاشقة والمحبوبة وهو دور لم تفلح في تجسيده في الحقيقة، تعشق النظارات الشمسية الكبيرة، الحقائب الضخمة التي تعلن عن ماركاتها بصورة واضحة، تحب جمع الحُلي والأوشحة الحريرية، الملابس الأرستقراطية التي مرَّ على شيوعها عقودٌ طويلة، تحب أيضًا جمع المراوح المكسيكية، وقطَع المنافض الخزفيَّة، وتجمع أيضًا صور الأُسَر الموسرة في إطاراتها القديمة، واللوحات الزيتية التي رسمها مجهولون للجنَّة الأبديَّة تقفز من عينيها تلك النظرة المفعمة بالتشهِّي وهي تنحني بأدوات التنظيف على تلك البيوت الباذخة التي تقدم لها خدماتها، تلك البيوت المليئة بالتحف وبقطع الخزف واللوحات والصور العائلية، والمطابخ المكدسة والعربات الفارهة، والدوالىب المتخمة بالملابس وكان الخروج من أرض "الشمس المشرقة" وعبور الجبال في حافلات التنظيف هو طقس العبور المقدس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب