«وماذا إذا رحلتُ؟ من يطعم القطط شرائح السمك ويسقي الشتلات في الصباح والعشي؟ من يوثق أسماء قتلى المخربين وهم يقبلون على ساحة الموت عاجزين محبطين؟» حسنَاءُ المُحيطِ، فاتِنَةُ البُرتغال، بشَعْرِهَا الإيبيري الطّويلِ، وجَسِدِهَا الأبيضِ كالثّلجِ، المُقاتِلَةُ الشّرِسَةُ أوان المعارِكِ، الوديعَةُ والمرهفة زمن السِّلمِ، حَيْرَى لا تلوي على شيءٍ دَاهَمَها الشّكُّ فَشرَعَتْ في صَرْفِ أبنائِهَا تُبْحِرُ البواخِرُ عن السّاحل وتبقى هي راسيةً على أطراف المُحيطِ، تنظُرُ إلى وَجْهِهَا في البَحْرِ: «عينايَ غربيّتانِ وقدمايَ بيضاوان؛ قطعتان قدّتا من عاجٍ ماذا أفعل في إفريقيا؟ هل أرْحَلُ مع الرّاحلينَ أم أولي بظهري لحُمَاتِي الأوّلينَ؟».
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب