(أ) قطر القاعدة الحربية في الإسلام
لا شك أن المدينة المنورة (يثرب)، هي الحاضرة الأولى للدولة الإسلامية، وقاعدتها الحربية، فمنها انطلقت الجيوش للفتح، وفيها درس أعظم قادة الإسلام الذين تتلمذوا على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مسجده صلى الله عليه وسلم الحاضنة التي نمت فيها جذوة الإسلام في قلوب من حملوا لواءه إلى الدنيا بأسرها.
إن قادة الفتوح الإسلامية الذين بلغ عددهم مائتين وستة وخمسين قائدا، كان منهم مائتان وستة عشر قائدا من صحابة الرسول القائد صلى الله عليه وسلم، وممن تخرجوا على يديه.
هؤلاء هم الذين حملوا رايات الإسلام شرقا وغربا، فامتدت من حدود الصين شرقا إلى شاطئ الأطلسي غربا، وكانوا بذورا متميزة نبتت وأثمرت في تربة المدرسة النبوية، وارتوت من عذب هديها، وأضحوا كالأشجار التي ينتفع الناس بثمرها، ويستظلون بظلها؛ حيث ساعدوا على تحريرهم من الظلم والاضطهاد، ووفروا لهم الأمان، وأناروا لهم الطريق، وما زلنا نقتدي ببطولاتهم وتضحياتهم وأعمالهم العسكرية، وما زال نورهم متوهجا.
أصبح من الضروري، بعد اتساع الرقعة الإسلامية، إيجاد قواعد حربية أخرى لتكون قاعدة للانطلاق والإمداد، ومن هنا ظهر عدد من القواعد الحربية في بعض الديار الإسلامية ومنها قطر، وربما كانت قطر من أهم القواعد الحربية في الإسلام، ويؤكد ذلك ظهورها كقاعدة حربية في بداية عهد الخليفة عمر. وقد ذكر أحد الباحثين أن قطر أحد مراكز الانطلاق العربي الإسلامي في الفتوحات الإسلامية، وكانت مركز الانقضاض الأول على الدولة الفارسية.
من كتاب قطر في عيون الرحالة، ص 72
مشاركة من Muhammadu Sani Ibrahim
، من كتاب