أكثر الأخطاء المؤذية التي اقترفتها بحق نفسي هي قدرتي على الحفاظ على هدوئي وكبت مواجعي رغم كل تلك المشاعر التي تحترق في صدري، وقد كان هذا مؤذيًا ومميتًا، ليس فقط لأني جعلتهم أكثر أنانية و أقل مراعاة لمشاعري وأقل التماسًا لرغباتي، ولكن لأني عودت نفسي على إنكار مشاعري فكنت أدفعها إلي أعماق نفسي حتى ما عُدت أتعرف إلى موطنها في صدري، لم أعد أجد بداخلي الرغبة في الانفعال ولا رد الفعل، كل خذلان كنت أقابله بالصمت، وكل تجاوز في حقي كنت أقابله بالتغافل، وكل وجع كنت أقابله بالتسليم، كل هذا من أجل أن أحافظ على العلاقات المشروخة خوفًا من أن أخسرهم إذا أعلنت غضبي أو إعتراضي، وكان ثمن صمتي باهظًا بحق، دفعته من صحتي وسلامي النفسي وأمني الداخلي، ربما استطعت أن أحافظ على علاقات كثيرة مؤذية لأطول فترة ممكنة، لكني خسرت نفسي في النهاية!