خمس سنوات، رأيتها تكبر وتنضج أنوثتها أمام عيني، وتزداد صمتًا وشرودًا، خمس سنوات لم تخاطبني فيها مرة واحدة، ولم تنطق فيها باسمي ولا مرة واحدة، وكأنها وضعت بين عينيها وحضوري حجابًا، أو ربما بادلت صمتي صمتًا، فمن أنا كي أعتب أو حتى أسأل؟ ألست أنا مساعد الأستاذ الذي يقف صامتًا إلى جانب المعلم حتى يطلب لأمر، ثم وما إن يرحل التلاميذ حتى يعود إلى دراسته وكتبه، وكل أحلامه أن يجد سبيلًا فيتجنب العمل في التجارة والسفر لأجلها ويجد طريقة لإقناع الكبار لإرساله لاستكمال تعليمه في حوزة النجف، ثم يعود إلى مطرح وقد حاز العلوم كلها، فيلزم المسجد ويقيم ليالي المأتم؟
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب