طالما لجأ إلى شوارع القاهرة الإسلامية ليُخفِّف من حِدَّة هجمات الاكتئاب المفاجئة يغرق في أشكالها وألوانها وروائحها حتى تُجبِرَه حواسُّه على الانتباه والتخلُّص من حجارة الحزن المصمَتَة التي تُغافِله وتربط نفسها بقدميه وقلبه ثم تشدُّه إلى قاعٍ يعرفه جيِّدًا، حيث تسجنه وحيدًا خلف جدران صمَّاء بلا نوافذ ودون باب. نظر إلى رَجُلَيْن وامرأة يُدخِّنون وهم جالسون على الرصيف، تستند ظهورهم إلى جدار سبيل ماء عثماني أُغلِقَت أبوابه للترميم منذ سنوات طويلة.
حقل ألغام > اقتباسات من رواية حقل ألغام > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب