❞ رمادي صوت الحنين!
في ركن الذاكرة يقطن بيت
بيت بابه مفتوح…
طفلة تقف هناك
أمام دُرْج رمادي…
طفلة لم تودّع دفاترها الصغيرة
ولا قلم الرصاص ولا أقلام التلوين…
هناك في الزاوية فِراش صغير
يأخذ قيلولته بجوار جدار زهري
جدار مثقوب
جدار مثقوب بنافذة صغيرة
تتسلل منها خيوط الشمس الدافئة…
طفلة ما زالت هناك،
لم تودع دُرجها الرمادي ولا غرفتها الوردية…
لم تودع دَرَجَ البيت
طفلة لم تودع دراجتها الهوائية …
دراجتها مركونة هناك
على كتف صور السطح العالي،
طفلة تقف هنآك ، تلعب فرِحة ..
شعرها الناعم القصير يراقص عينيها خجلا…
سافرت عبر المكان خلسة من عينَيِ الزمن
شربت حماس الأب وحبه للوطن،
لم تعي أنها تفقد أشياءها الصغيرة…
غرقت في لهفة العودة…
غافلة عما تركت…
ما تركت تعفن في أدراج ذاكرة الزمن
أعياها انتظار العودة… ولم تعد!
أصبح الفقدان يختبئ في لا وعي الصغيرة
والصغيرة تغفو في لا وعي الشابة الكبيرة ….
صوت الحنين يخفي ألم الفقدان…
فقدان المسرح الجميل
فقدان جعل الطفلة مراهقة حالمة ورومانسية..
تائهة مشتتة في عالمها الجديد…
اليوم كشفت سر الرمادي
اليوم أُقفل باب البيت العتيق
و بدأت رحلة جديد!!! ❝
المنافذ الثقافية : العدد السابع والثلاثون 2022 > اقتباسات من كتاب المنافذ الثقافية : العدد السابع والثلاثون 2022 > اقتباس
مشاركة من Anas Hasan
، من كتاب