"عندما رأيتك هناك. أكاد أجزم أنني عرفتك من طرف عينك وجانب ردائك.. لم يكن عليَّ سوى أن أغمض عيني حتى أتعرف عليك من بين ألف. كنت مألوفة جدًا لي، ولم يكن هناك من عرفته في حياتي مثلك.
ثم كان بيننا ذلك الحصار الرهيب.. كانت المؤسسة التي عملنا بها -كما البلد- مأزومة جدًا، وكنت أتمنى أن أتعثر في انسان طبيعي لا يزال لديه بقية نفس للضحك أو للحديث العادي. كان الكل منطفئًا، وكان انطفاء الجميع لا يزيدك إلا نورًا. كنت ذلك الشيء المنير جدًا في عيني.
حتى وقتها لم أكن قد عرفت اسمك ولم نتبادل ثلاث كلمات على بعضها، وكنا تحت بؤس مطبق. كل ذلك لم يحل بيني وبينك. كنت ألمح منك تلك النظرات الراغبة .. كل شيء بيننا كان مموجًا. بدون كلمات كنا نتواصل. بأعيننا، وربما بأيدينا عندما أقبض على يدك، وأنا أتحسس كفك الناعم في السلام."
مقطع / بيت الشيخ حنا
بيت الشيخ حنا > اقتباسات من رواية بيت الشيخ حنا > اقتباس
مشاركة من Mina Hani
، من كتاب