يا لهؤلاء الحمقى، الذين يتركون كل هذا الجمال الجالس إلى جانبهم ليُسلِموا أسماعهم وأبصارهم إلى عرض سخيف كئيب، لَطالما كرهتُ الأوبرا ولم أجد في تلك الأصوات التي تتبارى في العُلُوِّ والإزعاج ما يجعل هؤلاء المجانين يولونها اهتمامهم وحُبَّهم، إن دندنة عجوز على شاطئ كاريستو وهي تصنع السِّلال، بحشرجة صوتها وبُحَّته الخَشِنة وأنفاسها المتقطِّعة لَهِيَ أجمل وأَشَدُّ أثرًا في نفسي من هذا الصراخ، إن غانِيَةً نحيلةً من أثر الجوع تمسك بالتمبورين تشدو وترقص في حانة صغيرة بإحدى الأَزِقَّة في بلادي بالتأكيد أروع من تلك البدينة ذات الوجه والصوت المنتفِخَيْن… حتى الغناء العثمانلي وإن كنتُ أبغضُ التُّركَ أشدَّ البُغضِ إلَّا أن المصريين جعلوا هذا الغناء عذبًا وبديعًا… لا أستطيع أن أبقى في القاهرة لوقتٍ أطول، أفتقد الاسكندرية بشكلٍ لا يوصف، بقدر ما أدر علينا مصنع طرة الجديد ربحًا وفيرًا لم نكن نحلم به، إلا أن مكوثي في القاهرة سلبني الكثير من الانطلاق والمتعة اللتان كنت أتمتع بهما في الإسكندرية ..
كوتسيكا > اقتباسات من رواية كوتسيكا > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب