حالةٌ من التناقض يقع فيها إسماعيل بشكلٍ متكررٍ كل يوم؛ إذ يخاف أن يرى الشفقة في عيون الآخرين، ومع ذلك يُحزنُه أنه لم يعد يرى منهم شفقةً أو شيئًا آخر، رفضُ شفقتهم شيءٌ تُمليه عليه كرامته وعزةُ نفسه، لكنه في قرارته، في أعمق نقطة في قلبه، يعرف أنه لو خُيِّرَ بين التجاهل والشفقة لاختار الثانية هذه واحدة من الأشياء التي يواجه نفسه بها من وقتٍ لآخر، أن المرض –وفي حالته هذه على وجه الخصوص- سلبه كبرياءه شيئًا فشيئًا حتى تركه عاريًا تمامًا يتلّهف إلى لمسةٍ على الوجه أو ربتةٍ على الكتف ولو كان يعرف أن هذه اللمسة وتلك الربتة معناها "كم أنت يائس يا رجل"!
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب