إن حقوق الإنسان مثلها مثل الديمقراطية والمواطنة وسيادة القانون أفكار قائمة على محاولة تفعيل قِيَم العدالة والمساواة في أُطُر عقلانية عملية، وهذه القِيَم ليست مخترعات غربية خالصة ولا حكرًا على الرجل الأبيض كما ادعى، ولكن كما أنتج الغرب رؤيته لهذه القيم من خلال تجربته التاريخية الخاصة، فلكل مجتمع الحق في إقامة تجربته الخاصة، والخروج برؤيته الخاصة لا تتبع خطوات غيره.
وإن كان الرجل الأبيض قد تخلَّى عن دوره التنويري في توجيه الأمم والشعوب إلى طريق الحضارة رغمًا عنها، فلا ينبغي أن نتطفل عليه ونحاول نقل تجربته وأفكاره نقل الحمار يحمل أسفارًا، بل نقوم بواجبنا، ونتفكر بأنفسنا لأنفسنا، ونمارس حقَّنا في الاختلاف والتفكر والتجريب.
مشاركة من أحمد فتحي سليمان
، من كتاب