خلق النموذج الاقتصادي الحديث حاجات لم تكن موجودة، وخلق قيم من لا شيء حرفيًّا، فأصبحنا نطالع أسعار العملات الرقمية تصعد لأرقام خرافية كل صباح دون أن يكون لها أدنى قيمة سوى رغبة المضاربين عليها في تكرار لافت لمهزلة زهور التوليب الهولندية، حيث ضارب الهولنديون على بتلات الزهور المتوافرة بكثرة تجعلها رخيصة في بلادهم حتى أوصلوها لأسعار غير منطقية، فباع الناس بيوتهم، وصفوا تجارتهم، واشتروا بكل أموالهم بتلات زهور سرعان ما ذبلت عندما لم تجد مغفلًا يدفع فيها تلك الأسعار الجنونية.
جعلت الرأسمالية الشخص العادي القانع بحياته شخصًا خاملًا فاشلًا، ومن لا يحاول الوصول إلى الثروة بشتى الطرق شخصًا فاشلًا مستحقًّا للاحتقار!
وأصبح هم الناس الشاغل تكديس الأموال والأشياء غير الضرورية بلا جدوى ولا نفع حتى لا يشعروا بالنقص أمام نظرائهم وأنهم أقل منهم شأنًا.
مشاركة من أحمد فتحي سليمان
، من كتاب