أبديت قليلاً من الارتياح حين ضحكت، فبادرتها بسؤالي عما إذا كنت قابلتها في كابل من قبل، إن وجهًا كهذا لا يُمحى من الذاكرة، رغم إجابتها بالنفي إلا أني ظللت متأكدًا أني رأيتها من قبل. تبادلنا أحاديث ودية ساذجة لم أهتم بتفاصيلها بقدر اهتمامي ببحة في صوتها ذكرتني بـ(إيملي) مطربتي المفضلة، ليس صوتها فقط، ولكنها تملك أجمل مؤخرة حين تهتز راقصة -أقصد إيملي - قطع حديثنا سؤال إحدى المضيفات إن كان أحدنا يرغب بتناول الطعام، كنت جائعًا بعد أسبوع قضيته بكابل حيث رداءة الطعام تجعلك تهتف للتونة المعلبة تقديسًا. ناهيك عن النظافة، أعتقد أن الطباخين لا تبرح أصابعهم مؤخراتهم أو حتى أنوفهم على أقل تقدير. كانت تأكل كعصفور وقف على طرف الطبق يلتقط الحبّ، فضحكت مازحًا بأن احذري خشية سقوطك في الحساء.. بدت كمزحة بين صديقين يعرفان بعضهما منذ الطفولة، شعرت أني أعرفها حتى قبل ولادتي، وأني وُلدت قبلها فقط لأنتظر ميلادها حتى أراها اليوم، تُجسد الفرحة بابتسامتها وتنشرها بسلاسة في أنحاء نفسي.. أقسم أني رأيتها منذ زمن وأننا تقابلنا في أقدم العصور، ولا أتذكر في أي جسد كانت تسكن روحي. كنت أليكسندر الأعظم وكانت هي (روكسانا) الفتاة الفارسية التي تزوجها، طوال حياتي أعتقد أني كنت أسكن جسده لإحساسي بأني أحد الفاتحين العظماء الذين يجولون الأرض بحثًا عن المتاعب، ولكن مع تطور العصور تحولت الفتوحات والظفر بالمدن إلى أقصى ما يمكنني فعله؛ وهو فتح أزرار قميص إحداهن والظفر بليلة على فراشها. مسكين هو أليكسندر، لقد ألحق جسد إيثان الأذى بسمعته.
الروح الثامنة > اقتباسات من رواية الروح الثامنة > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب