أوصتني “تيته ريحانة” ألا يخلو البيت، أي بيت أذهب إليه، من خشب الصندل. فلما عملتُ منسقة للديكور، حيث تدخل بيوت الناس، صرتُ أحرص على أن أضع قطعة من خشب الصندل، بحسب إمكانيات صاحب البيت؛ أريكة شرقية تمنح عبقًا تاريخيًّا، صندوق كنز يوضع في ركن من الصالون فيضفي ثراءً وغموضًا، علبة صغيرة للمجوهرات توضع كديكور على منضدة الركن، أو حتى مجرد شريط خشبي كحامل للبخور. وما من قطعة وضعتها إلا ونسيتُ نفسي بوصفي منسقة للديكور، لتظهر عاشقة الأنثروبولوجيا، فأشرح لأصحاب البيت الطقوس والأساطير التي دارت حول مقتنياتهم، وكيف أحبها صانعها ونفخ فيها من روحه، وإن تلك المحبة والشغف ستتسرب حتمًا إلى دارهم وأيامهم.
وحين أوزع بأركان البيت مجموعة من أعواد البخور التي تملأ الجو برائحة العود والقرفة والعنبر، وأحكي لهم عن عجيب أسرارها في شفاء الروح والبدن، يتشبثون بي كساحرة طيبة، في حين أنني لم أفعل شيئًا سوى أنني رددت بعضًا من حواراتنا اليومية أنا و”تيته ريحانة”.
سر العنبر > اقتباسات من رواية سر العنبر > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب