وبعد النصر، حتمًا سيطرح هذا السؤال: ما قيمة العفو بدون تحقيق العدالة؟
إن منظمي الإبادة الجماعية يعرفون الكثير عن ذلك، وهم منشغلون بالفرار، وفراراهم هذا يجعلهم في مأمن من محاكمة قد تشفي غليل شعبنا بعد الصدمة التي عصفت به، أولئك الذين عانوا الكثير سيجدون صعوبة في وضع الأمور في نصابها، ونسيان الأسوأ كي لا يتذكروا إلا الأفضل. من السهل تقدير مدى المحنة التي يمر بها من يقول: “هل تريدون مني أن أسامح، لكن هل تعلمون أنه فوق تل “نيانزا”، قد تم إلقاء أطفالي السبعة وهم أحياء في أحد حفر الصرف”؟ وإذا أضاف قائلاً: “فكروا في تلك الثواني القليلة التي خُنقت فيها تلك البراعم بكتل من الفضلات قبل أن يلقوا حتفهم، فكروا فقط في هذه الثواني القليلة ولا شيء غير ذلك”، فلن يعرف أحد بما يجيبه. هل يكفي عندئذٍ لتهدئته التذكير باستشهاد الأخت “فيليسيته نييتيجيكا” أو المخاطر التي تعرض لها –طواعية– مواطنون روانديون آخرون مجهولو الهوية؟ ذلك ما سوف يقرره المستقبل وحده.
مورامبي > اقتباسات من رواية مورامبي > اقتباس
مشاركة من Enas Al-Mansuri
، من كتاب