أهناك ما هو أسوأ من جحيم العذاب الذي يعانيه الفرد عندما يعلم، في أعماق نفسه، بأنّه ارتكب خطأً؛ خطأً جسيمًا. اسألوا ذلك الرجل، وسيخبركم: ما الجحيم. أهناك ما هو أحسن من جنّة النعيم الذي يهبط على الإنسان في تلك اللحظات النادرة من حياته عندما تفتح أبواب الكون ويشعر بأنّه يعرف كلّ أسرار الأبديّة، وأنّه توحّد توحّدًا تامًّا مع الله؟ اسألوا ذلك الرجل، وسيخبركم: ما الجنّة.
لِمَ هذا القلق الشديد من الآخرة والمستقبل المتخيَّل في حين أنّ اللحظة الراهنة هي الوقت الوحيد الذي يمكننا أن نعيش فيه عيشة تامّة مصادقة في وجود الله وغيابه عن حياتنا. وهكذا، فإنّ الصوفيّين لا تحفّزهم مخاوف العقاب في جهنّم ولا الرغبةُ في الثواب في السماء، فتراهم يعشقون الله لأنّهم، بكلّ بساطة، يحبّونه حبًّا صافيًا وسهلًا لا تشوبه شائبة ولا يمكن اختراقه.
الحبّ هو السبب. الحبّ هو الهدف.
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب