❞ نعم، لا شك أن المسئول عن انهيار مملكة السماء هم رجال الدين أنفسهم!... أولئك الذين كان ينبغى لهم أن يتجردوا من كل متاع الأرض، ويظهروا في زهدهم بمظهر المنتظر حقًا لنعيم آخر في السماء... لكنا نراهم هم أول من ينعم بمملكة الأرض، وما فيها؛ من أكل طيب، يكنزون به لحمًا، وخمر معتق، ينضح على وجوههم الموردة، وتحت إمرتهم: السيارات يركبونها، والمرتبات يقبضونها!... إنهم يتكلمون ❞ عن السماء، وكل شيء فيهم يكاد ينطق بأنهم يرتابون في جنة السماء، وأنهم متكالبون على جنة الأرض. هؤلاء هم وحدهم الذين شككوا الناس في حقيقة مملكة السماء!... إن كل ما بناه الأنبياء: بزهدهم الحقيقى، وجوعهم، وعريهم، مما أقنع الناس بأن هؤلاء الرسل إنما هم حقًا ينتظرون شيئًا في العالم الآخر؛ جاء هؤلاء فهدموه!... وكانوا هم أقوى دليل على كذب مملكة السماء، وخير دعاية لمملكة الأرض!... وأنسوا الناس بانغماسهم في هذه الحياة، أن هنالك شيئًا آخر غير هذه الحياة!... ❝
عصفور من الشرق > اقتباسات من رواية عصفور من الشرق > اقتباس
مشاركة من Donia Darwish
، من كتاب